د. محمد العامري

مدرب معتمد من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني

خبير استشاري معتمد

مختص في علم النفس الإداري

كبير مدققي الجودة

محلل تلفزيوني وإذاعي مرخص

د. محمد العامري

مدرب معتمد من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني

خبير استشاري معتمد

مختص في علم النفس الإداري

كبير مدققي الجودة

محلل تلفزيوني وإذاعي مرخص

مفهوم القيادة الإدارية Concept of Administrative Leadership

تعد القيادة نشاط يمارسه شخص للتأثير في سلوك الآخرين وجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يرغبون في تحقيقه، في هذا المقال سنتعرف على مفهومها

January 20, 2025 عدد المشاهدات : 1172

مفهوم القيادة الإدارية Concept of Administrative Leadership

تمهيد:
أصبحت قيادة المنظمات والمؤسسات في وقتنا الحاضر أكثر تعقيدًا مما كان عليه الحال في أي وقت مضى بسبب النمو المطرد في حجم المؤسسات والمعوقات والمؤثرات التي تحيط بعملية اتخاذ القرار ، كما أن حيوية المؤسسات ومدى استعدادها لإنجاز المهام الموكولة إليها ترتبط إلى حد بعيد بطبيعة القيادة التي تهيمن على مقدراتها البشرية والمادية وتعمل على تنسيقها لضمان تحقيق أهدافها.
ويشير محمود إلى أن القيادة هي عملية تفاعل فلا توجد قيادة بدون تبعية ويجب أن يتجه التابع إلى الاتجاه الذي حدده القائد ، ولا بد لأي قائد أن يعرف كثيرًا من سلوكيات التوافق والتكيف الشخصي ، وعن الأسباب التي تجعل التابعين يتصرفون تصرفات معينة في اتصالاتهم المباشرة مع أفراد آخرين.
فالقيادة الفعالة تتطلب من القائد أن يدرك حقيقة هيكل شخصية تابعيه وأن يفهم دوافع سلوكهم ، وأن يكون قادرًا على التنبؤ بوسائل دقيقة وليس بالتخمين باستجابتهم لأنواع مختلفة من المثيرات والمنبهات الاجتماعية .

 

مفهوم القيادة الإدارية:

من الصعب في ميدان العلوم الإنسانية أن تجد تعريفًا متفقًا عليه لظاهرة إنسانية معينة ، وإنما قد تستنج خصائص مشتركة تجمع جميع أو أغلب المفاهيم التي تتناول الظاهرة ، فيشير هيرسي وبلانشارد إلى أن القيادة (عملية تأثير في نشاطات فرد أو مجموعة في سعيهم نحو تحقيق الأهداف في موقف محدد) (Hersey, Blanchard, 1982, p82) . 

في حين يعرف أوردواي تيد (O. Tead) القيادة بأنها (النشاط الذي يمارسه شخص للتأثير في سلوك الآخرين وجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يرغبون في تحقيقه).
ويعرِّف (ولمان) القيادة بأنها (تلك المجموعة من خصائص الشخصية التي تجعل التوجيه والتحكم في الآخرين آمرًا ناجحًا).
أما كارتر (Carter) وهمفيل (Hemphill) فقد قدما تعريفًا للقيادة في عام (1952م) بأنها (القيام بأي فعل من شأنه أن يستحدث نظامًا من التفاعل بين أفراد الجماعة في الوصول إلى حل لمشكلتها العامة).

وفي تعريف آخر لـ (فيدلر) يشير إلى أن القيادة هي : (الدور والمهمة للقائد في عملية التحفيز والإشراف والقيادة وتقييم لبعض الأشخاص من أجل تحقيق مهمة معينة).
والقيادة هي عملية التوجيه والتأثير في سلوك الآخرين من أجل تحقيق هدف معين ، فالقائد يكون مسئولاً عن تنسيق مجهودات مرؤوسيه ونشاطاتهم لتحقيق الهدف المشترك، ويؤكد كل من تانيبوم Tannenbaum وبتش Beach في كون القيادة عملية تأثير في سلوك العاملين لتحقيق الأهداف في موقف معين.

ويرى تيري أن (القيادة هي النشاط الذي يؤثر في الناس للعمل برغبة لمصلحة المجموعة) (Hersey, Blanchard, 1982, p82) . 

أما مطاوع فإنه يعرف القيادة بأنها (عملية تأثير متبادل لتوجيه النشاط الإنساني في سبيل تحقيق هدف مشترك).

ويرى المنيف بأن القيادة هي (نشاط إيجابي يقوم به شخص بقرار رسمي تتوفر به سمات وخصائص قيادية ليشرف على مجموعة من العاملين لتحقيق أهداف واضحة وبوسيلة التأثير والاستمالة ، أو استخدام السلطة بالقدر المناسب وعند الضرورة).

ولما كانت القيادة من المفاهيم المجردة التي تتعدد المداخل إلى تعريف مفهومها فإن تعريف القيادة يعتمد بصفة خاصة على المدخل المستخدم أو التركيز الذي نهتم به ، فالاهتمام بعملية التأثير يقود إلى تعريف القائد كالفرد الذي يستطيع التأثير في الآخرين أو الذي يدفع الجماعة على تحقيق أهداف معينة ، كذلك لو بحثنا في موضوع القيادة من مدخل كونها عملية اختيار فإننا قد نعرّف القيادة على أنها النتيجة الخاصة بالصفات الشخصية.

ونستنتج من التعريفات السابقة أن هناك بعض الشروط التي يجب توفرها لوجود القيادة ومن أهمها:
1- وجود جماعة من الناس (شخصين أو أكثر) أي مرءوسين ، أي : كل قائد يجب أن يكون له تابعون.
2- وجود شخص من بين أعضاء الجماعة قادر على التأثير الإيجابي في سلوك بقية الأعضاء وتوجيههم .
3- أن يكون الهدف من وراء عملية التأثير هو توجيه نشاط الجماعة وتعاونهم لتحقيق الهدف المشترك الذي تسعى لتحقيقه.

وأخيرًا يمكن القول بأن القيادة هي عبارة عن عملية تفاعلية فيها تأثير متبادل بين النوحي الشخصية والظروف الاجتماعية ، تفاعل بين ما يتصف به القائد من شخصية جُبِل عليها موروثة وأخرى مكتسبة من البيئة الاجتماعية التي يتربى في كنفها ، وموقف اجتماعي يتجسد في وجود هدف تسعى الجماعة إلى إنجازه والوصول إليه ، أو معضلة تحتاج إلى حل ، والجماعة المشار إليها هنا عبارة عن مجموعة إيجابية تختار الفرد الذي تؤمن بقدرته على قيادة دفة أنشطتها ، وصولاً إلى تحقيق ما تتطلع إليه من أهداف وآمال .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع: الصغيّر، محمد بن عبد الله، رسالة ماجستير بعنوان: مدى استخدام ضباط الكليات العسكرية للأساليب القيادية لنموذج هيرسي وبلانشارد (دراسة تطبيقية على ضباط كلية الملك عبد العزيز الحربية وضباط كلية الملك فهد الأمنية) - قدمت هذه الرسالة استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العلوم الإدارية من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ، كلية الدراسات العليا، قسم العلوم الإدارية، الرياض ، 1424هـ- 2004م.

تحميل محتوى الصفحة رجوع