تمهيد:
يحتاج الإنسان على اختلاف مستواه ووظيفته ومركزه للاداره، فالنشاط الإنساني يتطلب وجود الإدارة، وذلك لأنها عنصر مساعد على إنجاز وتحقيق الأهداف التي يسعى الإنسان لتحقيقها ،لذا فهي تمس وتؤثر في حياة وممارسات الإنسان ، " ويمكن النظر للإدارة أيضا كنشاط متميز يتسم بالحيوية لنجاح أي جهد فردي أو جماعي ، الأمر الذي جعلها وظيفة تمارس ومادة تدرس وتعلم ".
لذلك فانه لا يمكن لأية مؤسسه أو فرد يمارس أي نشاط مهما كان حجمه أو نوعه لا يمكن له ان يستغني عن الإدارة مناجل تحقيق الأهداف والغايات التي ينشدها ن ولعل ما نشاهده اليوم من تقدم وتطور هائل مضطرد في مجال التقنيات والإنجازات العلمية والثورة التكنولوجية الهائلة في مجال وسائل الاتصال والمواصلات يثبت لنا أهمية الإدارة والتخطيط السليم ، فلولا التخطيط الإداري الصحيح ما أمكن لهذه الشركات العملاقة - المتعددة الجنسية – أن تضاهي بقوتها قوة كثير من الدول اقتصاديا وسياسيا وماليا .
تعريف الإدارة :
ومن اجل إدراك أهمية الإدارة فأنة لابد من التعرف على معناها في الفكر الإداري بالإضافة إلى معرفة أنواع القيادة الإدارية ووظائفها.
أما من حيث المفهوم فقد اختلفت وتنوعت وتعددت تعريف الإدارة باختلاف الأشخاص والظروف ومراحل تطور الفكر الإنساني وباختلاف المهام والواجبات والأنشطة التي تقوم بها المنظمات، وكذلك فان عامل الزمن لعب دورا كبيرا في تحديد مفهوم الإدارة، لذلك فان الدارسين والباحثين لم يتوصلوا إلى تعريف محدد وحسب للإدارة ومن ابرز التعاريف في هذا المجال :
ان الأصل اللاتيني للكلمة هو Administration = Serve وتعني الخدمة، وهذا المعنى يدلنا دلالة لا لبس فيها أن معنى الإدارة هو " خدمه الآخرين، أو أداء الخدمة بشكل عام ، وإنجاز الواجب " .
ومن تعاريف الإدارة أيضا:
- يعرفها ( Tailor) (تايلور):" بأنها المعرفة الصحيحة لما يراد القيام بة الأفراد مع التأكد من يفعلون ذلك بأحسن طريقة واقل تكلفة ".
- ويعرفها (والدو) :" بأنها نوع من الجهد البشري المتعاون الذي يتميز بدرجة عالية من الرشد " .
- وتعني أيضا :" التطوير والمحافظة على إمكانية المنظمة من اجل تحسين الجودة بشكل مستمر".
- وتعرف أيضا على أنها:" عملية سلوكية إنسانيه بالدرجة الأولى، فهي فن أو علم التعامل مع البشر واستقطاب تعاونهم وتنسيق جهودهم لتحقيق أهداف معينة ".
- وهي أيضا ": عملية اتخاذ القرارات وفقا لمنهج معين لحل المشكلات التي تعترض المنظمة ومن ثم تحقيق أهدافها ".
- يعرفها (Follett ) بأنها:" فن تنفيذ الأشياء من خلال الآخرين ".
- أما (Stoner ) فانه يعرفها:"هي التخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة على جهود كل الأفراد وكذلك استخدام الموارد الأخرى لتحقيق الأهداف التنظيمية ".
- وكذلك تعني الإدارة:" عمليه متميزة تتضمن فعاليات التخطيط والتنظيم والتشغيل والرقابة وصولا الى تحديد وتحقيق الأهداف من خلال الأفراد والموارد المتاحة للمنظمة ".
- " أنها عملية تصميم وصيانة البيئة التي يعمل فيها الأفراد بشكل جماعي وبكفاءة لتحقيق أهداف مختارة للمنظمة ".
- " عملية بلوغ أهداف المنظمة بطريقه كفؤه وفاعله من خلال التخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة للموارد التنظيمية ".
- " هي الهيمنة على الآخرين لجعلهم يعملون بكفاءة عالية تحقيقا لهدف منشود ".
- وكذلك فان الإدارة:" تمثل تأثيرا هادفا في مجموعات العاملين في المنظمة بوساطة مجموعه من الطرق والوسائل المعينة بهدف ألمحافظه على التناسب الموجود او الانتقال الى تناسب جدي يحقق الأهداف المتوخاه ".
- وأيضا فان الإدارة هي:" مجموعة الانشطه التي تمكن من إنجاز الأعمال من خلال الآخرين وتحقيق أهداف المنظمة بكفاءة وفاعليه " .
- تعرف الإدارة ايضا على أنها:" عملية تخطيط وتنظيم وتنسيق وإشراف على الموارد - مثل الرجال والمعدات والزمن والمال - لتحقيق الأهداف المحددة. وبالنظر إلى هذا التعريف نجد أن القائد يكون بالتالي مسئولا عن تنفيذ جميع الفعاليات والأنشطة المرتبطة بهذه العملية، وفي حالة عدم تمكّن القائد من الإشراف الفعلي على تنفيذ أي نشاط، فإنه يفوض أحد مرؤوسيه لمعاونته في إنجاز هذا النشاط."
ويُعدُّ عنصر "الرجال" أو القوة البشرية، هو أحد أهم الموارد المتاحة في الإدارة، وهو العنصر الأساسي في استخدام عناصر الإدارة الأخرى، وعلى القائد أن يستغل عملية "الزعامة" للسيطرة على هذا العنصر الحيوي ".
نلاحظ ومن خلال هذا الكم الكبير من تعريف الإدارة بأنها تركز على محاور رئيسية تتلخص بأنها عملية منظمة غايتها تحقيق الأهداف المرسومة من خلال عدد من الوظائف هي التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة والتمويل... وذلك باستخدام الموارد المتاحة وصولا إلى الهدف بأقل التكاليف والجهد والخسائر، أما علاقة الإدارة بالقيادة، فهما متلازمان ولا غنى للإدارة عن عنصر القيادة الذي يجسد المفاهيم ويطبقها على ارض الواقع وكذلك فان القيادة بحاجة إلى التخطيط والتنظيم والرقابة والتوجيه لتحقيق الأهداف المنشودة والغايات المقصودة، وخاصة إذا ما علمنا أن من واجبات المدير الأساسية هي قيادة مؤسسته مستخدما فن التأثير على الآخرين وصولا إلى غاياته وكذلك مستخدما التخطيط وتنظيم الأمور فيها ضمن الأسس والمعايير التي تقتضيها طبيعة العمل ثم متابعه وتنفيذ السياسات المرسومة من اجل تحقيق الهدف ، ولنعلم أيضا أن الإدارة هي عنصر أساسي في ممارسه القائد العسكري للقيادة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع: طشطوش، هايل عبد المولى، كتاب: أساسيات في القيادة والإدارة، النموذج الإسلامي في القيادة والإدارة، دار الكندي للنشر والتوزيع، إربد- الأردن ، الطبعة الأولى لعام 2008 .